الطفلة ريم طفلة لأب مريض يجزم الأطباء أن حالتة المرضية توشك أن تقضي علية في وقت قريب فكان لا يتحرك مطلقا وحتى لا يستطيع أن يتحدث وما كان من ابنتة ريم الا ان تكتفي بقبلة له على جبينة قبل أن تهم بالذهاب إلى مدرستها وكانت بعد أن تعود تجلس بجوارة طويلا تحدثة دون أن تنتظر من رد أو إجابة فكانت تعلم أنة يحبها وانه يسمعها
.
ذات يوم دخلت ريم ذات التسعة اعوام على امها فوجدتها تكتب شيئأ فسألتها : ماذا تكتبين يا أمي ، فجاوبتها الأم مبتسمة : أكتب جواب الى الله فقالت ريم : وهل لي أن أطلع عليه ، فقالت الأم : لا هذا شئ يخصني بيني وبين ربنا
.
بعد أيام دخلت الام على ابنتها فوجدتها تكتب شيئأ فسألتها : ماذا تكتبين يا ريم ألم تنتهي من أنهاء فروضك المدرسية بعد؟ فأجابت ريم : بلا، أنا أكتب شئ أخر!! قالت الأم : وماذا تكتبين ؟ قالت ريم : أكتب رسائل الى الله ، فقالت الأم : وهل لي أن أطلع عليها ، فقالت ريم : لا هذة بيني وبين الله ... فضحكت الأم وقالت كما تشائين
.
بعد أيام وبينما ريم بالمدرسة والأم بالمنزل فدخلت غرفة ريم لترتيبها فوجدت صندوق مغلق ففتحتة فوجدت فية أوراق كثيرة فبدأت في قرأة تلك الأوراق وهي مبتسمة فكان فيها
يا رب كلب الجيران يموت لأنة مؤذي وانا اخاف منة
يا رب القطة بتاعتنا تولد قطط كتير بل من اللى ماتوا
يا رب الأزهار اللى في الجنينة ماتموت زي اللى قبلها وتكبر علشان اهدي منها للمدرسة بتاعتي
يا رب أحمد ابن خالتي ينجح لاني أحبة جدا
وهنا ظهرت تعابير الدهشة على وجه الأم " يا ألهي .. كل هذة الدعوات تحققت بالفعل .. فكلب الجيران قد مات والقطة ولدت قطط كثيرة ولم يمت منهم احد والازهار ملأت الحديقة وريم تأخذ كل يوم وردة وتعطيها لمدرستها واحمد أبن خالتها قد نجح وبتفوق
وهكذا .... أنبهرت الأم وقررت مفاجأة الابنة انها قد عرفت سرها
فلما عادت ريم من المدرسة لاطفتها أمها قائلة : لقد فتحت صندوق الرسائل الخاص بك وقرأتها وعلمت ما فيها
قالت ريم لا يهمني فأنت لم تقرأي الرسالة المهمة
قالت الأم وما هي الرسالة المهمة
قالت ريم مبتسمة : لن تجدينها أبدا فقد خبئتها في مكان سري جدا
.
ومرت أيام ومثل كل يوم تذهب ريم الى المدرسة وتصطحب معها وردة لتعطيها لمدرستها ولكن في هذا اليوم تغيبت المدرسة ، فقررت ريم أن تمر عليها في بيتها لانة قريب من منزلها وبالفعل صعدت ريم الى الطابق الرابع ودقت على الباب لتفتح لها المدرسة متفاجئة بالطفلة الصغيرة تحمل في يدها الزهور المعتادة فقالت لها : ريم ماذا تفعلين هنا - فقالت ريم جئت لأعطيك تلك الزهور يا مدرستي -فما كان من المدرسة إلا أن طلبت منها الدخول وعندما كانت المدرسة بالمطبخ تعد لريم بعض العصير الطازج ، أتجهت ريم إلى الشرفه لتنظر منها رويدا رويدا حتى سقطت منها فماتت في لحظتها
.
جاء الخبر إلى الام ليصدمها بالاسابيع فلم تكن تكلم أحد أو تخرج حتى من غرفتها وبعد فترة بدأت في الخروج وكانت تقضي معظم أوقاتها في غرفة ريم تقرأ القرآن وتبكي ، وفي ذات يوم وقعت لوحة كانت معلقة على الحائط فوق سرير ريم وما إن همت الأم بإلتقاطة حتى وجدت ورقة مطبقة سقطت معه ... يا ألهي إنها إحدى رسائل ريم إلى الله .. إنها الرسالة الخاصة التي كانت تخبئها عن الجميع .. يا ألهي ... سقطت الأم من صدمة المفاجأة فقد كانت الرسالة لا تحوي الا دعاء أخر مستجاب "يارب انا أموت وبابا يعيش" - رحم الله الطفلة ريم
يا رب يعجبكم